{وَأَصْبَحَ} وصار {الذين تَمَنَّوْاْ مَكَانَهُ} منزلته من الدنيا {بالأمس} ظرف ل {تمنوا} ولم يرد به اليوم الذي قبل يومك ولكن الوقت القريب استعارة {يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ الله يَبْسُطُ الرزق لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ} (وي) منفصلة عن (كأن) عند البصريين. قال سيبويه: (وي) كلمة تنبه على الخطأ وتندم يستعملها النادم بإظهار ندامته يعني أن القوم قد تنبهوا على خطئهم في تمنيهم، وقولهم {يا ليت لنا مثل ما أوتى قارون} وتندموا {لَوْ لاَ أَن مَنَّ الله عَلَيْنَا} بصرف ما كنا نتمناه بالأمس {لَخَسَفَ بِنَا} لخَُسِفَ وبفتحتين: حفص ويعقوب وسهل، وفيه ضمير الله تعالى: {وَيْكَأَنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الكافرون} أي تندموا ثم قالوا: كأنه لا يفلح الكافرون {تِلْكَ الدار الآخرة} {تلك} تعظيم لها وتفخيم لشأنها يعني تلك التي سمعت بذكرها وبلغك وصفها، وقوله {نَجْعَلُهَا} خبر {تلك} و{الدار} نعتها {لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِى الأرض} بغياً: ابن جبير، وظلماً: الضحاك أو كبراً {وَلاَ فَسَاداً} عملاً بالمعاصي أو قتل النفس أو دعاء إلى عبادة غير الله. ولم يعلق الموعد بترك العلو والفساد ولكن بترك إرادتهما وميل القلوب إليهما كما قال: {وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الذين ظَلَمُواْ} [هود: 113] فعلق الوعيد بالركون. وعن علي رضي الله عنه: إن الرجل ليعجبه أن يكون شراك نعله أجود من شراك نعل صاحبه فيدخل تحتها. وعن الفضيل: إنه قرأها ثم قال: ذهبت الأماني ههنا. وعن عمر بن عبد العزيز: إنه كان يرددها حتى قبض. وقال بعضهم: حقيقته التنفير عن متابعة فرعون وقارون متشبثاً بقوله {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلاَ فِى الأرض} {وَلاَ تَبْغِ الفساد فِى الأرض} {والعاقبة} المحمودة {لّلْمُتَّقِينَ}.